استمرت الاشتباكات في السودان، حيث أعلنت قوات الدعم السريع (RSF) تنفيذ هجمات بطائرات بدون طيار على مدينة سنار ومطار الخرطوم الدولي، في وقت شدد فيه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان على رفض أي دور مستقبلي للميليشيات أو القوات المأجورة في البلاد.

وأعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) أن قواته استهدفت مدينة سنار ومطار الخرطوم بطائرات مسيّرة، مؤكدًا أن أي طائرة أو طائرة مسيّرة تقلع من مناطق يسيطر عليها الجيش أو من دول مجاورة تُعد هدفًا مشروعًا. وأضاف أن الهجمات تقتصر على مواقع عسكرية فقط، دون استهداف المدنيين.

وأفادت مصادر أمنية بأن الهجمات تسببت في أضرار مادية محدودة وبعض الإصابات، بينما ساهمت الدفاعات الجوية في تقليل الخسائر.

من جانبه، زار رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مطار الخرطوم وأكد مجددًا التزام الجيش بالقضاء على التمرد، مؤكدًا أنه "لن يكون للمرتزقة أي دور في مستقبل السودان"، مع تأكيده على انفتاح الحكومة على مبادرات السلام القائمة على أسس وطنية.

وفي مدينة الفاشر، أحد المراكز الرئيسية في دارفور، تتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير، حيث أُجبر أكثر من ألف شخص على النزوح خلال اليومين الماضيين بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع. كما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة عن نزوح 1500 شخص إضافي من المنطقة بين 15 و19 أكتوبر.

ويذكر أنه منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، قُتل نحو 20 ألف شخص، فيما نزح أكثر من 15 مليون شخص داخل وخارج البلاد. وتشير تقديرات بعض الجامعات الأمريكية إلى أن عدد القتلى قد يتجاوز 130 ألفًا.

حتى الآن، فشلت محاولات الوساطة الوطنية والدولية في التوصل إلى حل للأزمة، فيما يواجه المدنيون أوضاعًا إنسانية كارثية في ظل استمرار القتال. (İLKHA)